نص الاستشارة:
أيها الإخوة أعمل مدرسة وقد تزوجت من ابن عمي قبل ست سنين، رزقنا الله بولدين... منذ أكثر من سنة ترك زوجي العمل وأصبح جالسا في البيت.. وهو يتحجج بأنه مريض وغير قادر على العمل وكافة الفحوصات الطبية التي أجراها تقول إنه سليم... وهو شاب لم يتجاوز الأربعين... هل أصبر على هذا الوضع.. أم أطلب الطلاق؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الحياة الزوجية الطبيعية والمستقرة القائمة على الألفة والمحبة والتعاون تعد غاية يحلم بها أصحاب الطباع السليمة والأهداف النبيلة.
ومن أسباب السعادة الزوجية أن يقوم كل من الزوجين بما أوجب الله عيه بشكل متقن، أما عند اختلاط الأمر وترك كل واحد من الزوجين للثغر الذي يتوجب أن يقوم فيه، عندها تختلط الأمور وتتسرب الاتكالية والبحث عن الراحة في غير مظانها، فالقعود في البيت وترك العمل ليس من أسباب راحة الرجل بل هو دليل على وجود خلل معين... والرجل عندما يتخلى عن القوامة والقيادة التي كلفه الله يصبح مهيض الجناح غير قادر على قيادة الأمور في البيت بشكل سليم... ولا يمكن للزوج أن يستعيد مسئولياته إلا باقتصار الزوجة على ما أوجب الله عليها من واجبات كثيرة.. ولعل ما يعاني منه هذا الرجل كان بسبب زوجته التي أصبحت تعمل ولها دخل مادي يكفي لاستمرار حياة الأسرة فحمله ذلك على البحث عن الراحة والدعة، وليعود هذا الرجل إلى مكانته لابد من بعض التصحيحات والتي نذكر منها:
- الدعاء له بالتوفيق والهداية وحثه على أن يكون له دور في الحياة يشعر أبناؤه به، فليس من الجيد أن يرى الطفل- مهما كان صغيرا- والده وهو سلبي غير قادر على تقديم أي شيء للأسرة.
- عليكم أن تساعدوه ليجدد صلته بالله عز وجل ويكون ذلك بالمحافظة على الصلوات مع الجماعة وفي المسجد، مع الثناء والتقدير لكل الأعمال الإيجابية التي يقوم بها.
- الحوار الهادف والبناء الذي يحفز على الحركة ومحاولة الإبداع من الأمور المهمة، فليكن كلامك ينبض بالإيجابية وبث الروح الحاملة على العمل. واحذري من توبيخه أو تقريعه فإن ذلك غير جيد، بل ربما زاد الأمور تعقيدا.
- استعيني ببعض أهله ومن لهم تأثير عليه لينصحوه وينبهوه إلى أن هذه الطريقة التي يسلكها غير لائقة بشاب عاقل في مثل سنه وعليه من المسئوليات مثل الذي عليه.
- ساعديه في إيجاد العمل المناسب الذي يميل إليه، وإن وجد عملا فعليك أن تتخففي من القيام بمسئوليات الأسرة، بل دعيه يقوم بما أوجب الله عليه من النفقة والرعاية لأهله وأولاده، فإن ذلك يدفعه لبذل مزيد من الجهد، وبذل قدر من التفكير في الأعمال الممكن الالتحاق بها.
- الطلاق ليس حلا بل ربما كان سببا لضياع الأبناء وإنما الحل في إصلاح والد الأبناء.
المصدر: موقع رسالة المرأة.